غداة زيارة نادرة إلى بيلاروس أثارت المخاوف من الاستعداد لشن هجوم مشترك على العاصمة كييف، أقرّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، بأن الوضع «صعب جداً» في المناطق الأوكرانية الأربع التي وافق على ضمها في سبتمبر، بدون السيطرة عليها بالكامل. وقال بوتين خلال، الاحتفال السنوي لجهاز الأمن والاستخبارات الخارجية وحماية كبار المسؤولين، «الوضع في جمهوريات دونيتسك ولوغانسك الشعبية وكذلك في منطقتي خيرسون وزابوريجيا صعب جداً». وأشاد بوتين بأداء عناصر الأجهزة الأمنية العاملة في «المناطق الجديدة لروسيا» مؤكداً أن «الذين يعيشون هناك، مواطنون روس» يعتمدون على «حماية» هذه الأجهزة. ودعا بوتين إلى «تركيز الى أقصى الحدود» من جانب أجهزة مكافحة التجسس. وقال: «من الضروري قمع أعمال أجهزة الاستخبارات الأجنبية بشدة وتحديد هوية الخونة والجواسيس والمخربين بشكل فعال». ورغم تجنب بوتين الحديث عن حرب أوكرانيا خلال زيارته الأولى إلى مينسك منذ 2019 ولقائه مع نظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، أعلن البيت الأبيض، أمس الأول، عن مراقبته عن كثب تعاون الطرفين في الحرب على أوكرانيا، بما يشمل نشر قوات روسية على أراضي بيلاروس. وبينما تباينت آراء الخبراء حول «إمكانية حدوث غزو بري جديد»، أثارت زيارة بوتين مخاوف أوكرانيا، من استعداد قواته لشن هجوم على كييف بمساعدة بيلاروس. وأكد بوتين أن روسيا لن تبتلع بيلاروس، داعياً إلى تعزيز العلاقات العسكرية. وقال في مؤتمر صحافي مع نظيره البيلاروسي، إنه «لا مصلحة لروسيا في ابتلاع أي كان، هذا بكل بساطة لا معنى له». وأعلن عن اتفاق توصل إليه الزعيمان خلال هذه المحادثات «الأساسية» لتعزيز تعاونهما في «كل الميادين»، لا سيما في قطاع الدفاع.
كذلك، ستواصل روسيا تدريب جنود بيلاروس على قيادة طائرات بيلاروسية سوفياتية التصميم، قادرة على حمل قنابل نووية، وفق المصدر نفسه. من جهته، قال لوكاشنكو «هل نستطيع حماية استقلانا بمفردنا من دون روسيا؟ كلا». وأضاف أن «روسيا تستطيع الاستغناء عنا، ولكننا لا نستطيع الاستغناء عنها… وإذا اعتقد أحد أنه قادر على أن يفصل بيننا اليوم فلن ينجح في ذلك». وقبيل زيارة بوتين، تنامت التكهّنات حول نيّته الضغط على لوكاشنكو لإرسال قوات إلى أوكرانيا كي تقاتل إلى جانب القوات الروسية التي تكبّدت سلسلة من الانتكاسات خلال نحو عشرة أشهر من القتال. إلى ذلك، زار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس بخموت، التي تشكل النقطة الأكثر سخونة عند خط الجبهة شرق أوكرانيا، والتقى عسكريين وتحدث إليهم وقلد جنوداً أوسمة.