مع لجوء الصين إلى مزاحمة الهند في مناطق نفوذها، قررت الولايات المتحدة تعزيز مبادلاتها التجارية مع تايوان، وأكدت حقها في التحرك بحرية جواً وبحراً في مضيقها «رداً على سلوك استفزازي»، تخطى تهديد بكين باستخدام القوة لضم الجزيرة وتغيير الوضع القائم على الحكم الذاتي.
وبعد ساعات على فرض الصين عقوبات على نائبة وزير النقل الليتوانية أغني فايسيوكيفيتشيوتي وتعليقها أي تبادلات معها بسبب زيارة إلى تايوان، تعهّد منسق البيت الأبيض لقضايا آسيا والمحيط الهادئ ومستشار الرئيس الأميركي كورت كامبل بمواصلة تعزيز العلاقات مع الجزيرة بما فيها الاقتصادية والتجارية، كاشفاً عن «الإعداد حالياً لخريطة طريق طموحة لمفاوضات تجارية».
وأوضح كامبل أن زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي لتايوان «تتفق» مع سياسة إدارة الرئيس بايدن الحالية، معتبراً أن الصين «بالغت في رد فعلها، ولا تزال أفعالها استفزازية ومزعزعة للاستقرار وغير مسبوقة».
وشدد على أن الجيش الأميركي «سيستمر في الطيران والإبحار والعمل حيثما يسمح القانون الدولي بذلك، بما يتفق مع التزامنا بحرية الملاحة منذ فترة طويلة، وذلك يشمل عمليات عبور جوية وبحرية عادية عبر مضيق تايوان في الأسابيع المقبلة».
وفي استفزاز خطير للهند، سمحت الحكومة السريلانكية لسفينة الأبحاث الصينية «يوان وانغ 5» بالبقاء في ميناء رئيسي على الجزيرة، رغم مخاوف عبّرت عنها نيودلهي من تجسسها على منشآتها العسكرية.
وتشعر الهند بالقلق من نفوذ الصين المتزايد في المحيط الهندي وسريلانكا، علماً بأن نيودلهي تعتبرهما جزءاً من منطقة نفوذها، وكان من المقرر في الأساس أن تتوقف السفينة في ميناء هامبانتوتا الذي تديره الصين في 11 الجاري، لكن كولومبو أرجأت مرات عدة موعد رسو السفينة في مواجهة الاحتجاجات الهندية.
وقال المسؤول في سلطات الموانئ السريلانكية نيرمال سيلفا: «تلقيت موافقة وزارة الخارجية، ما يسمح للسفينة بالبقاء في هامبانتوتا من 16 إلى 22 الجاري». وحذر وزير خارجية نيودلهي من «أي تأثير على المصالح الأمنية والاقتصادية للهند التي ستتخذ جميع الإجراءات اللازمة لحمايتها».