بيان سعودي ــ أردني يدعو لحل بسورية وعدم امتلاك إيران «النووي» ووقف تدخلات «حزب الله»
حظي ولي العهد السعودي باستقبال مهيب في القصر الرئاسي التركي في ختام جولته الإقليمية، التي استهلها من مصر، الاثنين الماضي، في حين شدد بيان سعودي- أردني مشترك على أهمية مواجهة التطرف، وحل أزمات المنطقة قبيل القمة الأميركية – العربية المرتقبة في جدة منتصف يوليو المقبل.
استقبل الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، بحفاوة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي وصل إلى تركيا بعد ظهر أمس، قادماً من الأردن، محطته الثانية بجولته التي استهلها من مصر، الاثنين الماضي، للتنسيق بشأن عدة قضايا إقليمية ودولية قبيل القمة الأميركية – العربية المقررة في جدة منتصف يوليو المقبل.
ونظم إردوغان حفلاً مهيباً في القصر الرئاسي بأنقرة لولي العهد الذي يزور تركيا للمرة منذ سنوات بعد خطوات لتحسين العلاقات التي شهدت توتراً وخلافات بشأن عدة ملفات.
ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول تركي كبير أبرز ملامح الزيارة، وما سيتم بحثه بين محمد بن سلمان وإردوغان، الذي يأمل أن يسهم تحسن العلاقات مع المملكة في إنعاش الاقتصاد التركي الذي يعاني ارتفاع معدلات التضخم وتدني سعر صرف الليرة أمام الدولار.
وقال المسؤول، إن الزعيمين سيناقشان عدة ملفات، وإن الأجندة الرئيسية للمحادثات اقتصادية تضمن مباحثات حول إمكانية بيع طائرات بيرقدار التركية المسيرة إلى الرياض.
وأضاف أن اتفاقات في مجالات الطاقة والاقتصاد والأمن والتجارة والسياحة والصحية ستوقع خلال زيارة الأمير، بينما يجري العمل على خطة لدخول الصناديق السعودية أسواق رأس المال في تركيا.
ومع ذلك، أفاد المسؤول بأن المفاوضات بشأن خط مبادلة عملات محتمل، الذي يمكن أن يساعد في إنعاش احتياطيات أنقرة الأجنبية المتناقصة، لا تتحرك بالسرعة المطلوبة، وستتم مناقشتها على انفراد بين إردوغان وبن سلمان.
وأشار المسؤول التركي إلى أن البلدين رفعا القيود المفروضة على التجارة والرحلات الجوية وعرض المسلسلات التلفزيونية مع إيقاف التغطية الإعلامية السلبية المتبادلة.
وذكر أن الرياض قد تكون مهتمة بشركات تابعة لصندوق الثروة التركي أو في أماكن أخرى أو بالقيام باستثمارات مماثلة لتلك التي قامت بها الإمارات في الأشهر القليلة الماضية.
وتأتي زيارة بن سلمان إلى أنقرة بعد قيام الرئيس إردوغان بزيارة للمملكة في أبريل الماضي، بهدف دفع العلاقات الثنائية بين القوتين الإقليميتين.
ختام أردني
وفي وقت سابق، اختتم ولي العهد السعودي زيارته للأردن عقب محادثات مع الملك عبدالله الثاني وولي عهده الأمير الحسين بن عبدالله الثاني. وتناولت المباحثات التي عقدت في قصر الحسينية، ليل الثلاثاء ـ الأربعاء.
وأكد العاهل الأردني على الدور المحوري للسعودية بقيادة الملك سلمان في دعم قضايا الأمة، فيما شدد بن سلمان على حرص المملكة على توطيد العلاقات الأخوية مع الأردن، لافتاً إلى أن الهدف هو الدفع نحو مرحلة جديدة من التعاون لمصلحة الأردن والسعودية، وأن هناك فرصاً كبيرة في الأردن ستعود بالنفع على البلدين.
كما قدم العاهل الأردني لولي العهد السعودي قلادة الحسين بن علي، تجسيداً للعلاقات بين البلدين، وأكد الطرفان اعتزازهما بمستوى العلاقات الثنائية بين البلدين.
بيان مشترك
وأكدت الرياض وعمان في بيان مشترك، أمس، أهمية مضاعفة الجهود لمواجهة التطرف، والعمل على مكافحة الإرهاب بجميع صوره وأشكاله. وشدد البيان الصادر في ختام زيارة ولي العهد السعودي على ضرورة العمل على حل جميع الأزمات السياسية في المنطقة.
وأكد ضرورة انطلاق جهد دولي جدي وفاعل، لإيجاد أفق سياسي للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين.
واتفقا على ضرورة وقف إسرائيل جميع الإجراءات اللاشرعية التي تقوض حل الدولتين وفرص تحقيق السلام العادل.
كما شدد على أهمية الحفاظ على الأمن والاستقرار في لبنان، وضرورة دعمه وشعبه، وأهمية إجراء إصلاحات شاملة تكفل تجاوز لبنان لأزمته الحالية، وضرورة حصر السلاح في مؤسسات الدولة الشرعية، والتزام حزب الله عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية ووقف كل الممارسات التي تهدد أمنها.الجانبان أعربا عن أملهما في توصل الأطراف العراقية إلى صيغة لتشكيل حكومة جديدة تنهي الأزمة السياسية.
وجددت السعودية والأردن موقفهما الداعم بالكامل للجهود الأممية والإقليمية الرامية للتوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة في اليمن.
واتفق الجانبان على ضرورة دعم الجهود الدولية المستهدفة دون امتلاك إيران سلاحاً نووياً وضمان سلمية برنامجها النووي.
وفي الشأن السوري، شدد الجانبان على «ضرورة تكثيف الجهود للتوصل لحل سياسي للأزمة السورية يحفظ وحدة سورية وسلامة أراضيها ويعيد لها الأمن والاستقرار ويخلصها من الإرهاب، ويهيئ الظروف اللازمة للعودة الطوعية للاجئين».
وعلى مستوى التعاون الثنائي أشار الجانبان إلى أهمية استمرار التنسيق في الربط الكهربائي بين البلدين وتعزيز التعاون المشترك في مجال كفاءة الطاقة.
إلى ذلك، كشف تقرير اقتصادي أن السعودية تُعد من أكبر الدول المستثمرة في الأردن، بحجم استثمارات تقدر بـ 14 مليار دولار من خلال 900 مشروع.
وكان ولي العهد السعودي قد عقد اتفاقات تعاون واستثمار على هامش زيارته للقاهرة بقيمة 7.7 مليارات دولار أميركي، هدفها الرئيس دعم الاقتصاد المصري.